استكمالا لمقالي السابق حول تطوير النظام التعليمي لدولة الإمارات، تجاوبا مع دعوة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس الوزراء، أقوم في مقالي باستخدام نفس المبدأ الذي اقترحت عن طريقه تطوير النظام التعليمي في الدولة، لكن مع تعديله ليناسب تطوير النظام الصحي فيها.
كافة التدوينات التي تحمل الوسم وظائف
مقترحاتي لتطوير النظام الصحي ضمن بادرة #العصف_الذهني_الإماراتي
مقترحاتي لتطوير النظام التعليمي ضمن بادرة #العصف_الذهني_الإماراتي
أكتب مقالي هذا تجاوبا مع الدعوة الكريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للعصف الذهني في نواحي تطوير التعليم والصحة في دولة الإمارات. لا أدَّعي بكتابتي لهذا المقترح بأني أعرف أكثر من غيري، بل على العكس، كلي ثقة بأن المسؤولين الذين عُهدت إليهم مهام إدارة القطاعين الصحي والتعليمي هم أكثر دراية وخبرة مني، لكن صار لزاما علينا بعد مبادرة الشيخ محمد للعصف الذهني أن نشارك بنتائج خبراتنا في مختلف المجالات، لعلها تفيد الوطن بنشرها أكثر من كونها حبيسة لمجالاتنا الحالية.
عام التوطين (3): التوطين المزيف
لم يكد عام التوطين 2013 يبدأ، ومع ذلك احتفلت بعض المؤسسات بإنجازاتها في التوطين! بدأت حفلات التكريم وانتشرت أخبار النجاح في صحفنا. نبشركم، عام التوطين نجح نجاحا باهرا، قبل أن ينتهي الشهر الأول منه! بالضبط كما نجح عام الهوية الوطنية (2008) الذي كانت أهدافه الواردة في كلمة صاحب السمو رئيس الدولة: “الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيزها ومحاربة الأخطار المحدقة بها“.. نجح طبعا لو كان المعيار الوحيد لقياس النجاح هو ما ينشره إعلامنا النائم من مقالات تجارية مدفوعة مسبقا (أو لاحقا في حفلات نهاية العام التي يتم فيها تكريم وسائل الإعلام “المتعاونة”)، نجح العام لو كان المعيار هو ما تعده شركات التسويق والعلاقات العامة من أحداث وفعاليات ورعايات تلمع فيها صور المؤسسات و “دورها الفعال في دعم الحملات الوطنية وإنجاح أهدافها”. لكن كما قتل التزوير عام الهوية الوطنية، وجعلنا نحتفل بإنجازات وهمية ونوثقها حتى في مناهج المدارس، فالتزوير على وشك قتل عام التوطين أيضا، قبل أن يبدأ فعلا..
عام التوطين (2): لماذا يتجنب القطاع الخاص توظيف الإماراتيين؟
كما تحدثنا في المقال الماضي عن الأسباب التي تمنع المواطن من قبول وظائف القطاع الخاص، فمن الإنصاف أن نذكر أيضا الأسباب التي تجعل القطاع الخاص لا يفضل الموظف المواطن. وكوننا كمواطنين حساسين بعض الشئ في تناول سلبياتنا خاصة عندما يكون الأمر في سياق مقارنة مع جنسيات أخرى، لا تجد من يوثق هذه الأسباب وإن كانت تُذكر في أحاديث جانبية. دون مناقشة هذه الأسباب واستعراضها بشفافية وموضوعية – حتى وإن كان ذلك مؤلما – نكون بعيدون عن حل المشكلة جذريا ونستمر في الحديث عن عداء غامض بين القطاع الخاص والموظف المواطن ومؤامرات تحاك ضدنا دون لمس الأسباب الحقيقية بتجرد. فاعذروني إن استفزتكم أيا من النقاط التي سأتناولها، وأوضح هنا بشكل صريح لا يقبل التأويل بأني لا أعمم السلبيات التي سأذكرها على الجميع، بل هي نماذج موجودة في مختلف المؤسسات، قد تكون هامشية، لكن سلبياتها تؤثر على الآخرين فالخير يخص والشر دوما يعم ويتضرر منه الجميع.
عام التوطين (1): لماذا يتجنب المواطن القطاع الخاص؟
أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس الوزراء عام 2013 للميلاد عاما للتوطين في الدولة (*). وأعلن سموه أن في عام 2013 “ستتضافر الجهود وتتوحد الطاقات ويتم إطلاق مجموعة من المبادرات والسياسات للتعامل مع التوطين كأولوية وطنية على جميع المستويات“.
خوفا من أن يصبح “عام التوطين” مجرد شعارات تتبادلها المؤسسات المحلية وتستخدمها للظهور والدعاية ولتلميع صور مسؤوليها ولإيصال أخبار إيجابية عائمة ووهمية للإعلام بعيدا عن الهدف النبيل الذي حدده صاحب السمو رئيس مجلس الوزراء، أقوم بكتابة هذه السلسلة لتسليط الضوء على بعض جوانب التوطين، خاصة في القطاع الخاص بحكم خبرتي فيه.