صدق أو لا تصدق: بنات الإمارات يبنين المساكن للمحتاجين في الهند!

انتشرت في جامعة الشيخ زايد مؤخرا لافتات غريبة تدعو الطالبات للإشتراك في حملة تعدها الجامعة بالتعاون مع منظمة موئل الإنسانية (هابيتات فور هيومانيتي Habitat for Humanity) غير الربحية. هدف الحملة هو اختيار 18 طالبة من طالبات جامعة زايد للتطوع والسفر إلى الهند خلال إجازة نصف الفصل في شهر ابريل القادم لبناء مساكن للأسر الهندية المحتاجة!

وضمن الحملة استضافت الجامعة عددا من الإماراتيات اللاتي شاركن في نفس الحملة في سنين ماضية. أي أن الحملة ليست جديدة لكن تنظمها مختلف الجامعات والكليات النسائية التابعة لوزارة التعليم العالي منذ سنين!

استغربت من الخبر. ماذا تريد هذه المنظمة بالضبط من البنات الجامعيات في الإمارات؟ فأجريت بحثا سريعا في الانترنت لأتعرف أكثر على المنظمة. ولم أحتج لأن أبحث كثيرا حتى أجد دلائل كثيرة على كونها منظمة تبشيرية عالمية تعتمد بشكل رئيسي في أنشطتها على دعم الكنائس حول العالم!

عربة غارقة في سيول الهند
مؤسس المنظمة ميلارد فولر أمضى خمس سنين من حياته كمبشر للنصرانية في زائير. وأسس المنظمة ضمن نشاطه الكنسي بعد عودته للولايات المتحدة من رحلته التبشيرية في أفريقيا. (المصدر)

والمنظمة لا تنكر أبدا أنها منظمة نصرانية بل عبارة (منظمة نصرانية) تظهر بشكل واضح في كل صفحة تقدم شرحا عن المنظمة في الانترنت بما في ذلك الموقع الرسمي للمنظمة (المصدر) الذي يتحدث بكل أريحية ووضوح عن أهدافها التنصيرية، فهي تعلن بأنها تعطي صاحب كل بيت جديد نسخة من الإنجيل مع مفاتيح بيته (المصدر). بل وينشر الموقع قصصا عن أشخاص غير مسيحيين شاركوا في مشاريع المنظمة، وأدى ذلك لاعتناقهم النصرانية بعد ذلك (المصدر).

فكيف تسمح وزارة التعليم العالي في دولة الإمارات بإرسال طالبات جامعيات إماراتيات للعمل ضمن خطط هذه المنظمة التنصيرية؟ وهل عدمت المنظمات الخيرية الإسلامية أو حتى الإنسانية غير المرتبطة بأي مؤسسات دينية؟

فلنترك الدين والمبادئ فلا يبدو أنها تشكل الكثير من الأهمية لدى الوزارة.. فلنتكلم من باب المنطق.

لو كنا نريد أن نساعد المحتاجين في الهند. فهل فعلا أفضل طريقة لمساعدتهم هي إرسال الإماراتيات لبناء المنازل لهم؟؟؟؟

الهند التي بنى أبناؤها كل دول العالم دون استثناء، وشعبها الكادح المستعد للعمل في كل الوظائف دون استثناء، ونسبة البطالة فيها التي تصل إلى 10% (أي أن العاطلين فيها عددهم 3 أضعاف عدد سكان كل دول الخليج)، هل هم فعلا بحاجة للمساعدة التي تقدمها الإماراتيات في بناء مساكنهم؟

أليس من الأفضل (لنا ولهم) أن نساعدهم ماديا؟

فقراء الهند في انتظار تحويل المتطوعات الإمارات لهذه البيوت إلى مساكن لائقة
ثم هل الإماراتيات مؤهلات أصلا لبناء المساكن؟ ما الذي يجعلنا نعتقد بالضبط أن الإماراتيات قادرات على بناء المنازل؟ ماهو الإنجاز الذي سينجزنه خلال إجازة نصف الفصل؟ (لاحظ أنها إجازة نصف الفصل وليست حتى نهاية الفصل). ولو كانت الطالبات على هذه القدرة من المهارة في البناء، فلماذا لا نستفيد منهن داخل الدولة في إتمام المشاريع المجمدة أو حتى لبناء المساكن للمواطنين؟ كل يوم نقرأ في الصحف عن منازل متصدعة وأسقف تقع على رؤوس أصحاب البيوت. لماذا لا ترسل جامعة زايد طالباتها إلى هؤلاء مثلا؟

هل تخرج البادرة عن إحدى اثنتين: كونها خطة تنصيرية تهدف لغسل عقول هؤلاء الفتيات واستغلالهن لخدمة بادرة تنصيرية، أو بادرة عبثية الهدف الوحيد منها هو تصوير كل فتاة وهي تحمل أدوات البناء وخلفها بعض البؤساء، ثم استخدام هذه الصور في خلفيات الهواتف والصور الشخصية في الشبكات الإجتماعية؟ مجرد وسيلة أخرى لاستغلال العمل الخيري والتطوعي لأهداف استعراضية رخيصة؟

الموضوع بأكمله غير منطقي وغير لائق. ولابد من تدخل جاد من الوزارة ومتابعة جادة من إعلامنا للقصة. فهناك علامات استفهام كثيرة لا نرغب بأن نحاول تفسيرها حتى لا نسيء الظن في أحد.

هذه هي صورة الملصق الاعلاني للحملة والمتواجد في ردهات جامعة زايد:

وهذه روابط مختلفة عن نشاطات المنظمة:

http://www.habitatni.co.uk/?q=church-partnerships

http://en.wikipedia.org/wiki/Habitat_for_Humanity

http://www.globalministries.org/news/us/habitat-for-humanity-home-sponso.html

http://www.habitat.org/newsroom/2006archive/09_13_2006_Building_On_Faith_06.aspx

http://www.habitat.org/cr/stories/from_the_pastors_point.aspx

 تحديث:

بعد إجراء بحث سريع على الإنترنت، وجدت حالات متعددة لتعاون جهات إماراتية مع منظمة موئل الإنسانية. منها تعاون كلية الشارقة للطالبات (المصدر) وكلية الفجيرة للطالبات (المصدر) وبرنامج تكاتف التطوعي (المصدر).

نشر للمرة الأولى في الساحة العربية بتاريخ 13 فبراير 2009.

 

صاحب هذه المدونة. إماراتي متعدد الإهتمامات. أكتب ما أفكر فيه حتى لا أنساه. حسابي على تويتر هو (jaberm_ar).

هل ترغب أن تشارك في التعليقات؟ إذاً تفضّل :)